لقد غبطت السماء الأرض عندما وطأت قدما رجل الأخيرة يوم 29 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1959في حيّ "سرتشمه" بالعاصمة طهران وهو خالي الوفاض.
وفي عام 1977 استضافت مدرسة "نفيسي" التكنولوجية العليا شابّاً من منطقة "نور" ليتخرجّ منها عام 1979 مهندساً للصناعات. كما وخلال السنوات بين 1990 و1995 درس في جامعة الشهيد رجائي الاستراتيجية لتربية المدرّس حتى حصل منها على شهادة البكالوريوس فأصبح خبيرًا في مجال هندسة الصياغة.
وهو الذي قال: لا يعمل بقدر إمكانياته إلا الناس الضعفاء. وهو الذي قال عنه مرشد إيران والقائد الأعلى للقوات المسلّحة:
عالم بارز
متّقي بلا دعوى
كان فاتح القمم، حيث كان يفتح القلوب؛ يتسلّق الجبال ويمارس تمارين المروءة من جهة، وكانت تُسجَّل اختراعات متتالية باسمه على قمة الفكر والإبداع من جهة أخرى.
كان سمع حياته مصاخًا برمّته نحو موقع قائده الحبيب موفيًا بكل وعد قطعه لوليّ الأمر. وكانت تقواه وإخلاصه وكفاحه وجهاده وتكريس حبّه للإمام الحسين عليه السلام مثالية لدرجة أن العارف الجليل للعالم الإسلامي العلامة حسن زاده الآملي بشّره بالاستشهاد في لقاء خاصّ، فاستغرق بالحماس وابتهج من هذا النداء الواصل من عالم الغيب.
كان يتخّذ خطواته برأسه في سبيل الحبيب بروح مفعمة بالتوكّل وكان يجعل عالَم الشياطين متسمّرًا على الأرض بيديه الفارغتين وبالإرادة الإلهية وبصواريخ مزوّدة بوقود الإيمان.
لقد أصبحت نظرته ورؤيته الاستراتيجية مضرب مثل في أوساط القادة، حيث كان يرسم خريطة الطريق ويخرق سقوف العادات واليوميّات فيضع خطّة جديدة؛ وكان يدير الأمور بطريقة تكفل في ما بعده انتهاء المسيرة التي خطّطها لمشاريعه، إلى القضاء على أعداء الثورة اللدودين....
فشهد يوم 12 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011، عروج روحه الطاهرة بعد مناجاته العرفانية إلى الله أثناء صلاة الظهر حيث تفجّر مستودع الذخيرة في ثكنة أمير المؤمنين (عليه السلام) بمدينة ملارد، فاستشهد ساريًا إلى لقاء ربه في أعلى العليّين مع مجموعة من محبّي الحسين (عليه السلام).
كان الشهيد حسن طهراني مقدّم قد حقّق العديد من الإنجازات والبركات بفضل وجوده وتولّى العديد من المناصب الإدارية، منها ما يأتي:
قائد إسناد النار لقذائف الهاون في فيلق الحرس الثوري الإيراني - عام 1981
تنظيم مدفعية الحرس الثوري الإيراني - عام 1982
إطلاق مركز قيادة الصواريخ للحرس الثوري الإيراني في نوفمبر- عام 1983
قيادة القوة الصاروخية التابعة لسلاح جوّ الحرس الثوري الإيراني - عام 1985
الاستقلال في صناعة الصواريخ - عام 1986
إطلاق الوحدة الصاروخية لحزب الله اللبناني في الأعوام 1987- 1986
إنجاز صاروخ النازعات وهو أول صاروخ إيراني - عام 1987
المشاركة في عملية المرصاد في أغسطس - عام 1988
النجاح في صنع صاروخ شهاب 3 - عام 1998
نائب قائد قوة الجوّ والفضاء للحرس الثوري الإيراني - عام 2005
رئيس منظمة جهاد الاكتفاء الذاتي التابعة للحرس الثوري الإيراني – ديسمبر عام 2006
وسلام الله عليك يوم ولدتَ ويوم فارقتَ الحياةَ الدنيا ويوم تُبعث حيًّا أمام الحبيب...